(الله ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
و في الآخرة)
إن الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان وفتن
كما قال تعالى:
وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
[الأنبياء: 35]
وسوف يموت الإنسان فيلقى جزاءه
وما قدمت يداه من خير وشر وحسنات وسيئات
وسوف يُسأل في قبره عن ربه وعن دينه وعن نبيه
فإن كان في هذه الحياة مطيعاً لله ولرسوله
وعاملاً بشرائع الإسلام
ثبته الله بالقول الثابت وأجاب بالجواب الصحيح
فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد – صلى الله عليه و سلم –
وإن كان في هذه الحياة كافراً أو مشركاً أو منافقاً
أو عاصياً لله ولرسوله
فسوف لا يوفق للجواب الصحيح
نسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
كما سوف يسأل العباد يوم القيامة
(ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين)
ولا يوفق للإجابة الصحيحة
إلا من تاب في هذه الحياة وآمن وعمل صالحاً
فعسى أن يكون من المفلحين
كما سوف يسأل الإنسان عن سمعه وبصره وفؤاده
ماذا كان يسمع وماذا كان يبصر وماذا كان يفكر فيه وينويه
فالأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى
و سوف يسأل عن شكر ما أنعم الله به عليه
هل شكره فيزيده أو كفره فيعذبه وينتقم منه
كما قال تعالى:
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
[سورة إبراهيم آية 7]
كما سوف يسأل عن وقته في أي شيء قضاه
وعن عمره فيم أفناه
وعن شبابه فيم أبلاه
وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه
وعن علمه الذي تعلمه ماذا عمل فيه؟
فليعد لهذه الأسئلة أجوبة صحيحة
عن طريق محاسبته لنفسه فيما يقول ويفعل
ويأتي ويذر ويأكل ويشرب ويمشي ويتناول
هل هو حلال أو حرام؟
وهل هو مشروع أو ممنوع؟
وسوف يسأل الإنسان ويحاسب على لفظات لسانه
وخطرات قلبه ولحظات عينه وخطوات قدميه
فهذه الأمور الأربعة وسائل خير أو شر لكل إنسان
إنها أسئلة الامتحان الأكبر الذي نتيجته جنة أو نار
تسأل في القبر مَنْ ربك وما دينك ومن نبيّك؟
و يوم القيامة يسأل الأولون والآخرون
(ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟)
وأسباب الإجابة لهذه الأسئلة
هي الإيمان الصادق والعمل الصالح
وملازمة التقوى والتوبة النصوح والاستغفار
فأعد لهذه الأسئلة جوابًا صحيحًا
عن طريق محاسبتك لنفسك فيما تقول وتفعل
لتكون من الناجحين الفائزين
إن مهمتك في هذه الحياة أن تتعلم العلم النافع الشرعي
قال – صلى الله عليه و سلم -:
«من يرد الله به خيراً يفقه في الدين»
ثم تعمل به وتدعو إليه وتصبر على ذلك
وأن تخلص لله في علمك وعملك ودعوتك
وفي حبك وبغضك وفعلك وتركك
فإن تكلمت فالله
وإن سكت فالله
وإن نظرت أو سمعت فالله
وإن مشيت فالله
وإن أحببت أو أبغضت فالله
وإن واليت أو عاديت فالله
و صدق الله العظيم إذ يقول:
قُلْ إِنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
اللهم وفقنا وجميع المسلمين لما تحب وترضى
إنك على كل شيء قدير