استــئـــنـــــــاس ليـــــــــس إلّـــا
*
*
أنا لم أجد أجمـل ولا أقوى من معلقـة زُهير إبن ابي سُلمى المازني ثم الغطفاني ,وذلك لما احتوته من حكمة وخاصة في أبيــاتها ال15 الأخيـرة ,وأنا أعدها أجمل وأقوى معلقة بين المعلقات السبع ,والتي لم يظفر بنو يعرب قحطان (اليمن) منها إلّا بواحده فقط وهي معلقة صميدع كندة إمرؤ القيس ابن حجر الكندي ,ولعل عُقدة الفصاحة تُطاردنا نحن أبناء حِمْيَر وكهـلان طوال الأزمـنة ,حتى قال ابوعمرو التميمي أننا لسنا عرباً وإنما خليط من أقوام ,وأيده بذلك رئيس الجمهورية عندما قالها صراحة أننا بقايا هنود وصومال وحبشة ,ويقصد بذلك بنو حمير ,وليس كهلان ونسى أو تناسى أن الطعن في نسبنا يُعد طعناً فـي نسبه وقومه كهلان حيث اننا أبناء أب واحد تُنسب إليه العرب القحطانية العاربة ,
بينما كان نصيب الأسد في المعلقات وكذلك الفيل لقبائل عدنان لفحولة شعرائها وفصاحة أللسنـتها ,وكما حازت ربيعة فحولة عدنان بأكمله
ومن بيوت الحكمة التي أتانا بها زُهيـر هوهــذ البيـــت
ومن يجعل المعروف في غيـر أهله =يكن حمده ذماً عليه ويندمِ
أي من أحسن إلى من لم يكن أهلا للاحسان إليه والامتنان عليه ، ذمه الذي أحسن إليه ولم يحمده وندم المحسن الواضع إحسانه في غير موضعه
لله دره لو كان مسلماً لترحمنا عليه .كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حاتم الطائي .
/:/
\:\
/:/
المــوضـــــــــــــــوع
قيـل أن ضبع (جعار باليافعي) والتي تتواجد بكثرة في وادينا ذي ناخب وقد نلتُ شرف مقابلتها عدة مرات
وهي المُكنّاة بأم عامر ويرمز لها بالخسران, وذلك أن الضبع أكلت على قوم غنمهم فلحقها القوم ليأخذوا ثأرهم منها ,فهربتْ إلى خيمة رجل أعرابي ,فتوشح سيفه وقال هي في جواري ولن أسمح بأن تمسوا منها شعرة واحدة ,,الرجال قبيلي والجعار بوجهه ,فأكرمها وسقاها وأعطاها ما عجز أشعب عن إعطائهِ ضيفه ,وبعد أن عشاها وأكرم ضيافتها نام الرجل في خيمته وهو فرحان بأن صد القوم عن جعاره وأكرم ضيافتها ولم يُخفرفي جواره ,بينما الكثير من المسلمين ينامون وجيرانهم جُيّع وضُيّع ,وكان هذا الرجل الجاهلي خيــر مـن الكثيــر من المسلمـين أو مدّعوا الإســلام ,وتناسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أمن بي من نام شبعان وجاره جائع)رواه الطبراني .
فنام الرجل وهو بكامل فرحه بالإحسان الذي قدمه لأم عامر ,لكنه حدث ما لم يكن بحسبان ذلك الأعرابي الكريم والطيب ,فقد جاعتْ أم عامر فقامت وقتلته وأكلت لحمه بعد أن أغدق عليها من نعيمه وأكرمها وأحسن إليها أيُّما أحسان ,فعلم أحد أقربائه فأقسم غليظ الأيمان أن لا يعود إلى قومه إلّا بعد أن يقتل أم عامر التي أنكرتْ المعروف والإحسان وقابلته بالجحود والنكران
فأدركها وقتلها فأنشــد هذا البيت
ومن يجعل المعروف في غير أهله= يُلاقي ما لاقى مجير أُم عامرِ
فتركها صرخة في التاريخ بعد نصيحة زهير ابن أبي سُلمى, بجعل المعروف فـي من يستحقه ويقدره ولا يجعله فـي لئيم أو نذل يقابل المعروف بضرب الكفوف ,وهـذا لا يعـني أن نترك فعل المعروف .لكن يجب علينا أن نختار من يستحق المعروف وإلّا أصبحنا في مذمة كما قال زهير
ومــن كان ذا فضــلٍ فيبخـل بفضـلهِ= على قومه يُستغنى عنه ويُذممِ
ولنأخـذ بوصية وأمـر خيـر البـرية سيد ولد آدم حين قال
(لا تُصاحب إلّا مؤمناً ,ولا يأكل طعامك إلّا تقـي )
/:/
\:\
/:/
,وكذلك من نذالات أم عامر أنها لا تذبح فريستها بل تأكلها إبتداء من بطنها وتجعلها تتألم وتموت ألف مرة , أي أن الذالة لم تقتصر على نكران الجميل بل حتى تعدت كل قيم الغابة المتعارف عليها بتذكِية الفريسة كما تفعل بقية الحيوانات من فهود وأسود,
لا شـك بإن ما فعلتـه أم عامر يفعله الكثيـر من الأجعُر الإنسـية الـذين ينكرون المعروف ويقابلون الإحسان بالجحود والنُكـران ,والكثيـر منّا أصابه ما أصاب أعرابي أم عامر
/:/
\:\
/:/
مخـــرج طوارئ
اللهمــ أجرنا من الضبـاع الإنسـية فإنها أشـد فتـكـاً مـن أُم عامـر وإن تشابها .
*
*
أنا لم أجد أجمـل ولا أقوى من معلقـة زُهير إبن ابي سُلمى المازني ثم الغطفاني ,وذلك لما احتوته من حكمة وخاصة في أبيــاتها ال15 الأخيـرة ,وأنا أعدها أجمل وأقوى معلقة بين المعلقات السبع ,والتي لم يظفر بنو يعرب قحطان (اليمن) منها إلّا بواحده فقط وهي معلقة صميدع كندة إمرؤ القيس ابن حجر الكندي ,ولعل عُقدة الفصاحة تُطاردنا نحن أبناء حِمْيَر وكهـلان طوال الأزمـنة ,حتى قال ابوعمرو التميمي أننا لسنا عرباً وإنما خليط من أقوام ,وأيده بذلك رئيس الجمهورية عندما قالها صراحة أننا بقايا هنود وصومال وحبشة ,ويقصد بذلك بنو حمير ,وليس كهلان ونسى أو تناسى أن الطعن في نسبنا يُعد طعناً فـي نسبه وقومه كهلان حيث اننا أبناء أب واحد تُنسب إليه العرب القحطانية العاربة ,
بينما كان نصيب الأسد في المعلقات وكذلك الفيل لقبائل عدنان لفحولة شعرائها وفصاحة أللسنـتها ,وكما حازت ربيعة فحولة عدنان بأكمله
ومن بيوت الحكمة التي أتانا بها زُهيـر هوهــذ البيـــت
ومن يجعل المعروف في غيـر أهله =يكن حمده ذماً عليه ويندمِ
أي من أحسن إلى من لم يكن أهلا للاحسان إليه والامتنان عليه ، ذمه الذي أحسن إليه ولم يحمده وندم المحسن الواضع إحسانه في غير موضعه
لله دره لو كان مسلماً لترحمنا عليه .كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حاتم الطائي .
/:/
\:\
/:/
المــوضـــــــــــــــوع
قيـل أن ضبع (جعار باليافعي) والتي تتواجد بكثرة في وادينا ذي ناخب وقد نلتُ شرف مقابلتها عدة مرات
وهي المُكنّاة بأم عامر ويرمز لها بالخسران, وذلك أن الضبع أكلت على قوم غنمهم فلحقها القوم ليأخذوا ثأرهم منها ,فهربتْ إلى خيمة رجل أعرابي ,فتوشح سيفه وقال هي في جواري ولن أسمح بأن تمسوا منها شعرة واحدة ,,الرجال قبيلي والجعار بوجهه ,فأكرمها وسقاها وأعطاها ما عجز أشعب عن إعطائهِ ضيفه ,وبعد أن عشاها وأكرم ضيافتها نام الرجل في خيمته وهو فرحان بأن صد القوم عن جعاره وأكرم ضيافتها ولم يُخفرفي جواره ,بينما الكثير من المسلمين ينامون وجيرانهم جُيّع وضُيّع ,وكان هذا الرجل الجاهلي خيــر مـن الكثيــر من المسلمـين أو مدّعوا الإســلام ,وتناسوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أمن بي من نام شبعان وجاره جائع)رواه الطبراني .
فنام الرجل وهو بكامل فرحه بالإحسان الذي قدمه لأم عامر ,لكنه حدث ما لم يكن بحسبان ذلك الأعرابي الكريم والطيب ,فقد جاعتْ أم عامر فقامت وقتلته وأكلت لحمه بعد أن أغدق عليها من نعيمه وأكرمها وأحسن إليها أيُّما أحسان ,فعلم أحد أقربائه فأقسم غليظ الأيمان أن لا يعود إلى قومه إلّا بعد أن يقتل أم عامر التي أنكرتْ المعروف والإحسان وقابلته بالجحود والنكران
فأدركها وقتلها فأنشــد هذا البيت
ومن يجعل المعروف في غير أهله= يُلاقي ما لاقى مجير أُم عامرِ
فتركها صرخة في التاريخ بعد نصيحة زهير ابن أبي سُلمى, بجعل المعروف فـي من يستحقه ويقدره ولا يجعله فـي لئيم أو نذل يقابل المعروف بضرب الكفوف ,وهـذا لا يعـني أن نترك فعل المعروف .لكن يجب علينا أن نختار من يستحق المعروف وإلّا أصبحنا في مذمة كما قال زهير
ومــن كان ذا فضــلٍ فيبخـل بفضـلهِ= على قومه يُستغنى عنه ويُذممِ
ولنأخـذ بوصية وأمـر خيـر البـرية سيد ولد آدم حين قال
(لا تُصاحب إلّا مؤمناً ,ولا يأكل طعامك إلّا تقـي )
/:/
\:\
/:/
,وكذلك من نذالات أم عامر أنها لا تذبح فريستها بل تأكلها إبتداء من بطنها وتجعلها تتألم وتموت ألف مرة , أي أن الذالة لم تقتصر على نكران الجميل بل حتى تعدت كل قيم الغابة المتعارف عليها بتذكِية الفريسة كما تفعل بقية الحيوانات من فهود وأسود,
لا شـك بإن ما فعلتـه أم عامر يفعله الكثيـر من الأجعُر الإنسـية الـذين ينكرون المعروف ويقابلون الإحسان بالجحود والنُكـران ,والكثيـر منّا أصابه ما أصاب أعرابي أم عامر
/:/
\:\
/:/
مخـــرج طوارئ
اللهمــ أجرنا من الضبـاع الإنسـية فإنها أشـد فتـكـاً مـن أُم عامـر وإن تشابها .